إعلان

ماذا تعني كلمة "مذهب" في الفقه الإسلامي؟ (3)

08:33 م الجمعة 28 أغسطس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

المذاهب الأربعة.. المذاهب الفقهية.. على مذهب الإمام أبو حنيفة النعمان.. وغيره، تتردد كلمة المذهب بشكل مستمر في حياة المسلم في الحديث في الأمور الفقهية والأحكام، فماذا تعني كلمة "مذهب"؟ وهل يجب على كل مسلم أن يختار مذهبًا منها يسير عليه في كافة شئون حياته؟ هذا ما يجيب عليه مصراوي في التقرير التالي..

معنى كلمة "مذهب" في اللغة والفقه

المذهب لغة هو من ذهب يذهب ذهابًا، فالمذهب هو الطريقة، وهو المعتقد الذي يذهب إليه، والمذهب المقصود في قولنا "المذاهب الفقهية" أو المذهب الحنفي أو المالكي أو الشافعي ونحوه، هو محل لذهاب اجتهاده حسبما يقول حاتم باي في كتابه: "الأصول الاجتهادية التي يبنى عليها المذهب المالكي"، فحين يقال مذهب مالك، ففي ذلك تشبيه للأحكام التي ذهب إليها واعتقدها مالك بطريق يوصل إلى المقصود.

أما كمصطلح فقهي، فالمقصود من المذهب هو: مجموعة من الآراء الإجتهادية لإمام من الأئمة الذين دونت آراؤهم وحررت وما تلاه من اجتهادات أصحابه وفق قواعده وأصوله تخريجًا وترجيحًا. وينبهنا حاتم باي في كتابه السابق إلى أن المذاهب التي تنسب للإئمة ليست خالصة لهم، فليس كلها آراء صادرة عنهم مباشرة، بل في الواقع يشمل المذهب اجتهادات إمامه واجتهادات اتباعه من تلامذته ومن تلاهم، لكن بشرط أن تكون هذه الاجتهادات صادرة عن قواعد الإمام وأصوله، لذا ينسب هذا الاجتهاد إليه.

وفي الشريعة الإسلامية يعد المذهب مدرسة فكرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فحسب دار الإفتاء المصرية، يُقدم المذهب منظورًا للتعامل مع النصوص المختلفة، ويحدد طريقًا واضحًا لاستنباط الأحكام باستخدام عدد من الوسائل والأدوات، كالإجماع والقياس والاستحسا والمصالح المرسلة وغيرها.

لكن هل يمكن أن يأخذ المسلم الآراء من مذاهب الأئمة الأربعة المشهورين أو اختيار رخصة اجازها أحدهم في حالة معينة؟

تجيبنا دار الإفتاء المصرية على هذا التساؤل بالتفصيل، مؤكدة بداية أنه هناك فارقا بين التعلم والعمل، فمن جهة العمل، ليس واجبًا على العامي أن يلتزم بمذهب معين في واقعة، بل يمكن أن يأخذ بقول أي مجتهد أراد، ولذلك يُقال: "العامي لا مذهب له، بل مذهبه مذهب مفتيه"، بشرط أن يكون المفتي معروفًا بالعلم والعدالة، وذكرت دار الإفتاء أن المستفتون في عصر الصحابة والتابعين لم يلتزموا بمذهب معين، بل كانوا يسألون من تهيأ لهم دون تقيد بواحد دون آخر، ولم ينكر عليهم أحد: " واتباع المقلِّد لمن شاء من المجتهدين هو اتباع للحقِّ؛ فإن جميع الأئمة على حقٍّ بمعنى أن الواحد ليس عليه إلا أن يسير حسب ما هداه إليه اجتهاده، ولا ينبغي للمقلد أن يتصوَّر وهو يختار اتباع واحد منهم أن الآخرين على خطأ".

ومن جهة التعلم، تقول دار الإفتاء في نفس الفتوى السابقة، إنه يجب على المتعلم أن يختار أحد المذاهب ويدرسه، حيث أكدت الدار أن اتباع المذاهب في إطار الدراسة والتفقه لا بديل عنه، فالمذاهب الفقهية الأربعة المتبعة قد تمت خدمتها خدمة لم تتوفر لغيرها من المذاهب الأخرى، فاهتم بتحريرها ونقلها والاستدلال لها والترجمة لأئمتها مما جعل لكل واحدة منها مدرسة مستقلة عن الأخرى، لها أصول وفروع معينة يجب على من أراد التفقه في الدين أن يسلك أحدها متعلمًا ودارسًا.

موضوعات متعلقة:

كيف نشأ علم الفقه الإسلامي ولماذا ظهرت المدارس الفقهية؟ (1)

ما لا تعرفه عن "مدرسة الحديث" في الفقه الإسلامي وأبرز مذاهبها: "المالكية" (2)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان