إعلان

قلوب معلقة بالمساجد.. الحاكم بأمر الله والسلطان حسن مقصد العشاق

07:16 م الجمعة 13 سبتمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:

بين مسجدي الحاكم بأمر الله والسلطان حسن بالقاهرة، تتعلق قلوب الكثير من مريدي المساجد، في رحاب وجمال بنيان الحاكم الذي أتم بناءه الحاكم بأمر الله عام 403 هـ في العهد الفاطمي، وقد استغرق بناؤه 14 عامًا، وروحانية السلطان حسن، الذي انتهى بناؤه عام 764 هـ بعد وفاة السلطان حسن بن الناصر محمد الذي بناه ليكون جامعًا ومدرسة لتدريس المذاهب الإسلامية الأربعة، وأيضًا هناك في القاهرة القديمة، مسجد عمرو بن العاص، والذي يعد أول مسجد في مصر حيث بدأ بناؤه بعد الفتح عام 20 هـ، وبين تلك المساجد حكايات كثيرة يحملها عشاقها..

يحكي مؤمن حسن، 29 عامًا، لمصراوي كيف كان والده يصطحب أبناءه كل جمعة في رمضان إلى الصلاة في مسجد عمرو بن العاص، وحتى صلاة المغرب، يتنقل الأب بأبناءه بين مسجدي السلطان حسن والرفاعي، لكن مؤمن تعلق قلبه بالسلطان حسن، يقول "ربما كان السبب أن الرفاعي كثير الزخارف، والسلطان حسن كان مليء بالروحانية". كان يفضل دائما الجلوس في ركن منزو في المسجد، يقرأ مع ابيه واخوته القرآن الكريم حتى صلاة المغرب. كانت فكرة أن هذا المكان التاريخي يحتوي على مدرسة يتردد عليها الأطفال قديما مثيرة بالنسبة لمؤمن.

أما عن ذكرياته مع الحاكم بأمر الله، فيقول مؤمن إنه عرفه في مرحلة متأخرة، فدخله لأول مرة وهو في الجامعة، انبهر كثيرًا بمعماره وجماله، تعرف على طائفة "البهرة" التي تحمل لمسجد الحاكم بأمر الله قدسية خاصة وتؤدي احتفالاتها الدينية عنده. يختار مؤمن أن يجلس في ساحته الكبرى، ولا يفضل الأجزاء المسقفة منه، لكن مؤمن يقول إنه يشعر بالروحانية أكثر في السلطان حسن، وصلى هناك ذات مرة في السلطان حسن، "الصلاة في السلطان حسن مختلفة". يرى مؤمن أن المكان يؤثر في روحانية الصلاة بشكل كبير، وأكثر الأماكن التي يحب مؤمن الصلاة فيها هما مسجدا السلطان حسن وعمرو بن العاص، أما أغلب المساجد الأثرية، يرى أنها أماكن أثرية تاريخية كمتاحف أكثر منها مسجد للصلاة.

إنه الملجأ الذي تقصده إيمان نبيل، 31 عامًا، في حزنها، فهناك تستعيد سلامها النفسي وهدوءها، هناك، في ساحات السلطان حسن. إيمان نبيل تقول لمصراوي إنها تحب الآثار الإسلامية جدًا، خاصة السلطان حسن، "بحس فيه بالراحة لأن تقدري تشوفي وانتي قاعدة فيه السما والمآذن"، تشعر إيمان في مسجد السلطان حسن بالسكينة والأمان والسلام. يرتبط معها بذكريات دروس "شرح مقدمة ابن خلدون" للدكتورة هبة رءوف عزت، حيث كانت تلقي هناك درسها بانتظام منذ عدة سنوات، وكانت إيمان حريصة على حضوره.
ضوء الشمس الذي يتخلله في نعومة، لا حواجز، يجعلك تشعر كأن السماء أمامك مباشرة، ترى إيمان نبيل ذلك سبب روحانيته الشديدة.

تنتقد إيمان حالة المسجد التي وصفتها بأنها "مزرية للغاية"، فالسجاد قديم لدرجة أنه يطبع اللون على ملابس من يجلس عليه، أبوابه متربة دائمًا، لا يوجد اهتمام بالنافورة التي بداخل المسجد، والأسبلة مقفولة، تقول إيمان أن المساجد الأثرية يجب أن تبدو كأنها متحف مفتوح للزائرين، لكنها أردفت أن حتى حمامات المساجد الأثرية كلها في حالة سيئة جدًا وكأنه حمام عام، "هناك بلاد عربية كثيرة لا توجد لديها حضارة كالحضارة المصرية فيهتمون ببيت عمره لا يتجاوز الثمانين عامًا باعتباره أثر على عكس ما يحدث في مصر من إهمال للآثار"، وتتمنى إيمان أن تهتم وزارتا الآثار والسياحة بالآثار الإسلامية عامة والمساجد، فجذب السياح لهذه الأماكن سيعود بدخل وفير وكبير على مصر كما ترى إيمان.

فيديو قد يعجبك: