إعلان

"احتمت بالحمام وخرجت على نقالة".. مأساة سلمى في حريق "جيم المهندسين"

08:36 ص السبت 30 نوفمبر 2019

الضحية سلمى - حريق جولدز جيم المهندسين

كتب - محمد شعبان:

العاشرة مساء الثلاثاء الماضي، بدت الأجواء طبيعية بشارع دمشق المتفرع من شارع سوريا بحي المهندسين الراقي وسط محافظة الجيزة، يباشر"محمود" عمله حارسًا لعقار حديث البناء، يتبادل طرف الحديث مع صديق حضر لزيارته، يقطع حوارهما رائحة أدخنة وصوت صراخ مصدره صالة ألعاب رياضية شهيرة ملاصقة لسفارة دولة أفريقية.

داخل مقر إدارة الحماية المدنية بالجيزة بمنطقة بين السرايات، هدوء حذر يطبق على المكان باستثناء طاقم الإطفاء "النوبتجية" جميع أفراده على أهبة الاستعداد للانطلاق فور تلقي أي بلاغ، الأمر الذي تحقق مع دوي صفارات الإنذار لدى ورود إشارة بغرفة العمليات من إدارة شرطة النجدة بنشوب حريق هائل في "جيم" بالمهندسين.

التفكير الأول لدى قيادات الحماية المدنية جاء بسرعة الدفع بسيارة إطفاء نقطة ميدان لبنان التي تبعد نحو 500 متر عن موقع الحريق، ووصلت في غضون 3 دقائق تلتها بدقيقتين سيارة ميت عقبة ثم السيارة المتمركز بالقرب من مقر المصل واللقاح بشارع المراغي.

فور وصوله، وجه اللواء هاني سعيد مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، بسرعة إخلاء الجيم من المتواجدين بالداخل، ثمة خطورة على أرواح هؤلاء المحتجزين مع تصاعد الأدخنة وارتفاع ألسنة اللهب بالطابق الأرضي "نقطة الشرارة".

أولى العقبات التي واجهت رجال الإنقاذ البري كانت عدم وجود فتحات تهوية بسبب تثبيت "اللوجو" الدعائي للجيم على مساحة كبيرة فضلا عن افتقار نظام إطفاء حديث يحد من الخسائر.

قسم اللواء إيهاب عبد الحميد وكيل الإدارة، رجال الإطفاء إلى مجموعات عمل لتنفيذ أعمال مكافحة النيران وإجلاء المحاصرين، نجحت المهمة الثانية بإنقاذ المتواجدين في الصالة عبر الباب الرئيسي والباقيين من باب خلفي وسط تواجد قوات الشرطة بقيادة العميد أيمن الجيار مأمور قسم العجوزة، والرائد باسم أبو الدهب رئيس نقطة المهندسين.

أصوات سارينة سيارات الإطفاء لا تزل تجذب أسماع الحاضرين الذين تجمعوا من كل حدب وصوب لمتابعة تطورات الموقف خاصة مع انتشار مقطع فيديو عبر منصات السوشيال ميديا يرصد اللحظات الأولى للحريق وسحابة سوداء تغطي سماء المنطقة.

15 دقيقة مرت، وصلت التعزيزات الإضافية من سيارات الإطفاء من قِبل مصلحة الحماية المدنية تحت إشراف اللواء هشام صادق، بينما يواصل رجال الدفاع المدني عمليات السيطرة على الحريق خشية امتداده إلى العقارات المجاورة.

أحكم رجال الحماية المدنية سيطرتهم على الأوضاع، 20 دقيقة في مواجهة جحيم نيران "الجيم" انتهت بإخماد الحريق الهائل تزامنا مع وصول فريق من المعمل الجنائي للمعاينة، وتبين حدوث ماس كهربائي في غرفة "الساونا" الواقعة بالطابق الأرضي.

امتدت الأدخنة إلى الطابق العلوي حيث غرفة "المساج" الملحق بها دورة مياه محكمة الغلق من الداخل، بفتحها عُثر على عاملة في حالة إغماء، ليسرع رجال الإسعاف بنقلها لكنها فارقت الحياة قبل وصولها المستشفى، في الوقت الذي أصيبت 3 أخريات بحالات اختناق.

اتهامات بالتقصير وجهها البعض إلى رجال الحماية المدنية بقولهم "المطافي جت متأخرة.. وسابوا البنت تموت" الأمر الذي نفته مصادر مسؤولة شاركت في عملية الإخماد.

وقالت مصادر أمنية مطلعة على التحقيقات إن الضحية الوحيدة وتدعى "سلمى" كانت رفقة عاملات "المساج"، ولدى اندلاع الحريق لم تغادر رفقتهن وقررت الاحتماء بدورة المياه "دخلت قعدت في الحمام وقفلت على نفسها فاكرة الدخان مش هيدخل لها فاتخنقت".

أضافت المصادر أن فرق الإنقاذ البري جابت أروقة الصالة بالكامل بحثا عن أي عالقين وأخلوا المكان من الجميع حتى توصلوا إلى مكان تواجد "سلمى" فاقدة للوعي، مؤكدة أنها لم تصب بأي حروق "كانت بطلع في الروح وتوفت قبل نقلها للمستشفى".

فيديو قد يعجبك: