إعلان

إبراهيم سعدة.. رحيل صاحب "آخر عمود" (بروفايل)

11:56 م الأربعاء 12 ديسمبر 2018

الكاتب الصحفي الراحل إبراهيم سعدة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- إسلام ضيف:

لطالما جذبت صاحبة الجلالة الكاتب الكبير إبراهيم سعدة، لبلاطها منذ أن كان طالبًا بمدرسته الثانوية بمحافظة بورسعيد. أسس "سعدة" مجلة مدرسته، وعمل قبل حصوله على شهادة الثانوية العامة بعدد من الصحف والمجلات منها "الفن"، "سندباد"، و"الجريمة"، قبل أن يصبح أصغر رئيس تحرير لصحيفة قومية هي "أخبار اليوم".

ولد إبراهيم سعدة في 3 نوفمبر عام 1937 بمدينة بورسعيد، وتلقى تعليمه بمدارسها، حتى حصل على شهادة الثانوية العامة وطار إلى سويسرا؛ لدراسة الاقتصاد السياسي، ليمكث فيها قرابة الـ12 عامًا.

في مستقره بالعاصمة السويسرية جينيف، اشتاق "سعدة" لمتاعب صاحبة الجلالة، ففي زيارة سريعة لمصر التقى صديقه "مصطفى شردي" الذي كان مديرًا لمكتب دار أخبار اليوم ببورسعيد، وكان على علاقة طيبة بالأخوين مصطفى وعلي أمين. رشحه "شردي" للعمل مراسلًا لأخبار اليوم بجينيف، ليوافق مصطفى أمين على الاقتراح، ويطلب أن يرسل قطعًا صحفية عن الشباب لنشرها بعدد من مطبوعات دار أخبار اليوم، منها مجلة "آخر ساعة"، وصحيفة "أخبار اليوم" الأسبوعية، وصحيفة "الأخبار" اليومية.

ظل "سعدة" يكتب القطع الصحفية لدار أخبار اليوم التي تتحدث عن الشباب، حتى شكل عام 1962 نقلة نوعية إذ كان يبلغ حينها 25 سنة، عندما تمكن من إنجاز سبق صحفي بتغطية قضية لجوء "جماعة النحلاوي" سياسيًا إلى سويسرا، بعد انتهاء الوحدة المصرية السورية، حيث نجح حينها في لقاء أعضاء "النحلاوي" وحصل منهم على تفاصيل الانفصال.

بعد السبق "المُثير" الذي أنجزه بيوم واحد، عُيّن "سعدة" صحفيًا في جريدة "أخبار اليوم" الأسبوعية في أبريل من عام 1962، ليتدرج في المناصب الصحفية ويصبح رئيسًا لقسم التحقيقات الخارجية، ونائب رئيس التحرير، ثم يصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرارًا جمهوريًا بتوليه رئاسة تحرير "أخبار اليوم" ليصبح أصغر من يتولى رئاسة تحريرها، ثم رئيسًا لتحرير صحيفة "مايو" التي كانت تَصدُر عن الحزب الوطني -الحزب الحاكم آنذاك-، ثم عُيّن رئيسًا لمجلس إدارة "أخبار اليوم" فيما بعد.

عُرف إبراهيم سعدة بمقاله الأسبوعي "آخر عمود" بصحيفة "أخبار اليوم" والذي كان مُلتزمًا بالكتابه فيه طيلة سنوات، قبل أن يُعلن من خلاله اعتزاله العمل الصحفي واكتفاءه بكتابة مقاله الأسبوعي قبيل ثورة 25 يناير 2011.

مطلع عام 2013 اتُهم الكاتب الصحفي بمنح عدد من الشخصيات العامة ورموز نظام مبارك هدايا باهظة الثمن من أموال مؤسسة "أخبار اليوم" بصورة سنوية منتظمة، بالمخالفة للقانون، وأمرت نيابة الأموال العامة‏ بضبطه وإحضاره ووضع اسمه على قوائم ترقب الوصول‏ نظرًا لسفره واستقراره لفترة مؤقتة بسويسرا، قبل أن ترفع السلطات المصرية اسمه من على قوائم الترقب شهر سبتمبر الماضي.

وصفه مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بـ"صائد ماهر للمعاني والكلمات عندما تشتد الأزمات.. وقلم حاد في مواجهة المواقف والأزمات قاد مؤسسة أخبار اليوم في فترة وجوده إلى نجاحات كبيرة".

قَدُم "سعدة" إلى وطنه بعد غياب دام 5 سنوات، لتُعلن أسرته مساء اليوم الأربعاء وفاته عن عمر ناهز 81 عامًا بعد صراع مع المرض.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان