إعلان

أسطورة الطب والإنسانية

أسطورة الطب والإنسانية

عادل نعمان
09:00 م الإثنين 25 يونيو 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إنه وبكل فخر وزهو الدكتور مجدى يعقوب، الإنسان مجدى يعقوب، السير مجدى يعقوب، أسطورة الطب العالمية، اختارته جمعية القلب الأمريكية بشيكاغو ضمن أهم خمس شخصيات طبية أثرت في تاريخ الطب، وفى تاريخ العلم وفي البشرية.

هل هناك فخر أكبر من هذا الفخر، وشرف أصدق من هذا الشرف، وإخلاص يتفوق على هذا الإخلاص، وحب للإنسانية يعادل هذا الحب، وأمانة على مر تاريخنا تصل إلى أمانته وشرفه ونبله وصدقه ومقصده؟!

هذه حقا وصدقا تجارة الأمناء والشرفاء مع الله.

هؤلاء هم أصدق المتاجرين مع الله، ومع خلق الله، فهو الخالق لكل البشر، ومع كل الأديان وكلها أديان الله، وليست تجارتهم لحساب دين على حساب دين آخر، أو مذهب على حساب مذهب آخر، بل هدفهم الإنسان في أي أرض وفي أي مكان، في إنجلترا وأمريكا بلاد الأغنياء، وإثيوبيا بلد الفقراء، بغض النظر عن مشكلة المياه بين البلدين.

فالإنسانية تتجاوز السياسة وتبعد عنها وتقصيها، هذا أروع وأصدق أنواع التجارة، تجارة لا ربح فيهان ولا مكسب ماديا، ربحها لا يضاهيه ابتسامة مريض شفى، أو عليل بَرِئ من المرض، أو ألم خففه مشرط هذا الجراح.

هذا هو الرضا بالمقابل سواء كانت الحسنة بعشرة أمثالها أو أقل أو دون مقابل، أمثال هؤلاء هم أدوات الله في رفع المعاناة عن الناس، وملائكة الرحمة الذين يخففون الآلام عنهم.

ولما سألوه يوما عن الجنة والنار، قال: أنا لا أفكر في الجنة والنار، أنا ديني الإنسانية، ولا أقف مغلولا أمام دين تاركا الآخر، حتى لا يميل ميزان العدل في يدى، أو تنتقى رحمتي بني ديني وعقيدتي، دون غيرهم، الكل في ديني سواء، أنا ديني مع الله خالق كل الناس، هذه هي رحمة الأنبياء، وهذه عقيدة النبلاء . ما أنبلك أيها الفارس بلا جواد! وما أشرف مسعاك! وما أعظم مقصدك! وما أكرم عطاءك! هدفك الإنسان وشرف خدمته، ومقصدك حياته وتخفيف الألم عنه، وكرمك للإنسانية بلا مقابل، بل تدفع سعيدا مسرورا.

هذا هو مراد الله من عباده، وهؤلاء هم الراسخون في العلم، وهؤلاء هم الذين أوتوا العلم درجات، وهؤلاء هم العلماء الذين يخشون الله فيرحمون عباد الله.

هؤلاء هم الربانيون بما تعلموا، وعلموا، وتقربوا بعلمهم إلى الله، هؤلاء هم ورثة الكتاب صدقا والأنبياء حقا، هؤلاء قد كشف الله لهم محيط أسراره، وحقائق علمه، وأبصرهم وأطلعهم، وكشف لهم ما كشفه للصالحين، فعرفوا السر، ولزموه، وسلكوا الطريق وعبدوه، وهؤلاء هم الرحمة المهداة، وهم الرحماء الذين يرحمهم الرحمن، وهكذا يجب أن يكون السباق في الخيرات، وليس السباق في قضاء دِين على دِين آخر، أو تكفير دِين أو ازدراء دين لحساب دين آخر، أو تحقير دين لرضا أصحاب دين آخر.

هذا هو السباق، وهذه هي حلبة المصارعة بين الأحباب في الله، وهنا التفوق والنجاح والصراع والمنافسة في الخير. مسعاه ليس إلى الجنة، بل إلى علاج مريض ورفع الأذى عن قلبه العليل، ولو خيروه بين الجنة ونعيمها، والحوار العين وبكارتها وفتنتها، وبين راحة العليل والمريض، ورفع هذا الحمل عن قلبه المريض، لاختار راحة المريض ورفع البلاء والألم عنه، برضا واطمئنان، دون ندم أو أسف، فهذه جنته، وهذه حور عينه، وهذا مكسبه من الدنيا ومبتغاه في الآخرة، ولن يضيعه الله أبدا، هذه هي الإنسانية في أبهى صورها، وهذا هو الإنسان كما أراد له ربه أن يكون.

هنيئا لقلبك العامر، وروحك الفياضة، ونقاء سريرتك، وسمو أخلاقك، وكرم تواضعك، ورضا نفسك، وصدق مشاعرك، ونبل مقصدك وهدفك، أنت وكل من يحسنون صنعا.

يا شبابنا، هذا هو القُدوة الصالحة، وهذا هو الأُسوة الحسنة، والمثال الذى يجب أن يُحتذى به، وهذا هو النجاح المشرف، وهذا هو طريق الفالحين الذين يحبهم الله، ويظلهم بظله يوم القيامة، رغم أنف تجار الدين.

إعلان