إعلان

 يا حلا.. عقبال كل المنتقبات!

يا حلا.. عقبال كل المنتقبات!

عادل نعمان
09:00 م الإثنين 13 أغسطس 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

حلا شيحة خلعت النقاب، فتوقفت الكرة الأرضية عن الدوران، وأشرقت الشمس من مغربها، ونقص ميزان الإيمان جراما أو جرامين، وزاد فسطاط الباطل واحدا، ونقص فسطاط الحق آخر، وخرج المشايخ يبكون حلا، ويأملون، ويتوقعون عودتها إلى النقاب، والرجوع من أرض الشياطين العلمانيين إلى أرض الملائكة الطيبين، وتنقلب إلى أهلها من دار الحرب إلى دار السلام.

"عودي يا حلا إلى النقاب".. نداء يردده مشايخ السلفية، ويرتفع إلى عنان السماء، ويتسابق المشايخ بين بشارة بعضهم بلقاء الله ونبيه المصطفى، وصحبة أمهات المؤمنين على الحوض، وبين مشايخ يتوعدون ويرهبون ويهددون ويحذرون من الخزي في الدنيا وعذاب الآخرة. خلع وانتزاع حلا شيحا النقاب غطى على معاناة الناس من ارتفاع الأسعار، وانحدار وانحطاط الاخلاق، وحرق الأطفال الأبرياء، والتحرش السافر بأولادنا، فلن تزيد أو تنقص مساحة الإيمان بكل هذه الجرائم، بل تنقص بخلع حلا شيحا النقاب، وحلا لن تعود ولن ترتديه، حلا يا مشايخنا لم تجد في النقاب قربا أو فضلا، ولو كانت وجدته لالتزمت به طوال العمر، ولو كانت رأت علاقة النقاب برب العالمين لظلت ترتديه، واستمرت أسيرته حتى وفاء الأجل، ولو كان له سحر لسحرها، ولو كان له كرامة ما تركها، ولو كان له فضل ما أنقصته، ولو كان من عند الله لأمسك بها وما أعرضت عنه، لكنه من عندكم ومن تراثكم، وليس من عند الله، فتروح له من خدعتم من النساء، وتعود من وجدته سرابا، ولهذا عادت حلا شيحة وعقبال كل بنات ونساء مصر.

أيها الشيخ النحنوح الباكي على خلع حلا شيحة النقاب، لم تذرف دمعة واحدة على أطفال اليمن القتلى بطائرات التحالف، أو شهداء الوطن من رجال الجيش والشرطة، أو ضحايا حوادث الطرق، وسكبتها وذرفتها غزيرة على خلع حلا النقاب، حلا اقتربت واكتشفت.

أيها الشيخ الذي تتوعد كل من تخلع الحجاب أو النقاب بداء السرطان، ليس ما تقوله عن الله حقا، وليس لله من يسير في الشوارع يوزع الأمراض على العصاة من دون المؤمنين، أو الكاشفات السافرات من النساء المسلمات.

المرض يا شيخ يصيب الجميع عصاة ومؤمنين، ويعالج منه من تداوى من العصاة قبل المؤمنين، فليس لله حاجة أن يكون انتقامه من العبد على قدر معصيته. الأمر ليس صراعا مؤقتا بيننا وبينكم، أو حربا فزنا فيها في جولة، وننتظر الأخرى، ولو أن هزائمكم تتوالى وتتكاثر، الحرب بيننا وبينكم ليست "بالحتة" أو "بالقطعة" أو "باليومية "، لكنها حرب شاملة ممتدة وأزلية، بدأت منذ قرون، ضد التخلف والتأخر والجهل والانكفاء والتقهقر، حرب بين العقل والعلم والحضارة والمدنية وبين تراث وكهوف وسراديب وتخلف وظلام، وليست معركة حلا شيحا إلا مبارزة يسيرة، تثبت أن الاقتناع الشخصي هو أساس الحكم، وأن العقل هو مناط الاختيار، كما أنه مناط التكليف، دون بشارة أو وعيد، فقرارها نابع منها شخصيا، ارتدت النقاب بإرادتها، ولم نعترض أو نولول، وخلعته بإرادتها وقناعاتها الشخصية، حين رأت أن العلاقة مع الله علاقة قلب وضمير وعمل، وليس قطعة قماش تفصلها عن حياة أراد الله أن تشارك فيها، وتسعد بها، وليست معركة معز مسعود إلا مبارزة يسيرة أيضا، من معارك العقل ضد القهر والاستبداد، يثبت للجميع أنكم تدعون الناس بالبر وتنسون أنفسكم، وتقولون ما لا تفعلون، وتنصحون الناس بالتقشف والزهد وتملأون كروشكم على موائد النفاق، وتدعون الشباب للصبر والصوم عفة للفرج، وتتسابقون في الزواج بالجميلات الفاتنات مثنى وثلاث ورباع، فإن زادت فتسريح واحدة بإحسان، ثم الخامسة والسادسة دون شبع أو كفاية، وراجعوا معنا كل سقطات مشايخكم.

حلا عَوْدك أحمد وعقبال كل نساء مصر.

إعلان