إعلان

من قمة شرم إلى قمة الدوحة!

سليمان جودة

من قمة شرم إلى قمة الدوحة!

سليمان جودة
07:00 م الأحد 27 نوفمبر 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ما كادت قمة المناخ العالمية تنتهي من أعمالها في شرم الشيخ، حتى انطلقت أعمال قمة من نوع آخر في العاصمة القطرية الدوحة.

فالقمة الأولى انعقدت في شرم في الفترة من السادس من نوفمبر، إلى الثامن عشر من الشهر نفسه، ثم مدت أعمالها في اللحظات الأخيرة، لتختتم عملها في التاسع عشر من الشهر.

وفي اليوم التالي مباشرة انطلقت أعمال قمة العالم الرياضية، وانطلق المونديال في الدوحة بدءاً من العشرين من نوفمبر، لتتحول أنظار الكثيرين في أنحاء الأرض، من متابعة الجديد في قضية المناخ في مدينة السلام، إلى متابعة أخبار الساحرة المستديرة في قطر.

وإذا كانت قضية المناخ قد صارت أكثر ارتباطاً بصحة الناس على ظهر الكوكب، فالساحرة المستديرة لها علاقة كذلك بالصحة النفسية للملايين في أرجاء الكوكب نفسه.. إن أرقام الاتحاد الدولي لكرة القدم الشهير بالفيفا، تقول إن عدد الذين يشاهدون كأس العالم يصل الى نحو خمسة مليارات من البشر، وهذا يدل على أن الذين يجدون متعتهم في متابعة المونديال بالمليارات، وليسوا بالملايين ولا حتى بمئات الملايين.

وهكذا وجد العالم نفسه بين قمتين في شهر واحد، ووجد أنه مدعو في غالبيته إلى متابعة أنباء القمتين، لأنهما متصلتان بحياته رغم اختلاف القضية من قمة إلى قمة.

وإذا كانت القمة الثانية ذات اهتمام أوسع، وذات متابعة أعلى، هذا طبيعي ومتوقع، بحكم الجماهيرية التي تحظى بها لعبة كرة القدم في كل مكان، وبحكم اللغة الواحدة التي تتكلمها في كل ملعب، وبصرف النظر عن جنسية الفريق اللاعب، أو لون الفريق المنافس .. ففي كل ملعب من ملاعب هذه اللعبة تظل اللغة هي نفسها، وتبقى القواعد الحاكمة هي ذاتها.

ولكن هذا لا يمنع أن قضية المناخ بدورها صارت قضية شعبية أو شبه شعبية، من حيث درجة اهتمام آحاد الناس بها .. وكان هذا واضحاً في مستوى الحضور في شرم، وفي مستوى الزخم الذي عرفته القضية في وسائل الاعلام على اختلاف أنواعها.

والمؤكد أن السبب وراء ذلك، أن الناس الذين كانوا يسمعون في وقت سابق عن تغيرات المناخ، وعن تداعياتها في حياة الجميع، لم يعودوا يسمعون عنها وفقط، ولكنهم صاروا يرون تجليات ما كانوا يسمعون عنه، وبدأوا يلاحظون ذلك بالعين المجردة.

وكان الدليل على هذا ما تابعناه هذه السنة على سبيل المثال، عندما تسببت تغيرات المناخ في فيضانات أغرقت ثلث مساحة باكستان، وعندما قرأنا أن مساحات في بريطانيا تحولت إلى صحراء للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وكان السبب ما طرأ على مناخ الأرض من تغيرات.

ولكن هذا كله بالنسبة للقمتين كوم، بينما القدرة على تنظيمهما في البلدين كوم آخر تماماً، وبالذات بعد أن بدا التنظيم في شرم على أفضل ما يكون، وبعد أن لفت حفل افتتاح المونديال في الدوحة أنظار الكثيرين ممن جلسوا يتابعون.

وهناك فارق كبير بالطبع بين مساحة الوقت التي كانت متاحة للاستعداد أمام الدولتين في الحالتين .. ففي حالة قمة المناخ كان الوقت المتاح سنة بالكاد، منذ أن انعقدت القمة السابقة في مدينة جلاسجو البريطانية نوفمبر ٢٠٢١ ، ولكن في حالة المونديال كانت القصة مغايرة، لأن قطر تستعد للتنظيم من ١٢ كاملة، وليس فقط من وقت تنظيم البطولة السابقة في روسيا ٢٠١٨ .

ورغم ذلك، ففي تنظيم القمتين ما يقول إن العرب قادرون إذا أرادوا، وأن القدرة على الفعل المنجز ليست قدرة غربية فقط، وأن ما قدمته شرم ومن بعدها الدوحة دليل لا تخطئه عين.

إعلان

إعلان

إعلان