إعلان

صحيفة فرنسية: "فك رمز داعش من هم وماذا يريدون"

05:19 م الخميس 31 مارس 2016

رمز داعش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - أسماء ابراهيم:

نشرت صحيفة سود ويست الفرنسية مقالًا بعنوان "فك رمز داعش من هم وماذا يريدون" للكاتب جيمس جلفان من جامعة كاليفورنيا، قال فيه إن العالم كله تفاجأ بولادة داعش عام 2014 بينما كان الشرق الأوسط ينشد الحرية.

وأضاف الكاتب أن نفس العالم أيضا تفاجأ من قدرة داعش على الاستمرار بوحشية شديدة، ما أثار فرضيات كثيرة حول هذا التنظيم ونشأته وأصوله والأحداث والقوى التي أدت لولادته.

وتسائل الكاتب إذا ما كانت أزمة النفط عام 1973 - 1974 قد أدت لزراعة بذرة داعش، عندما بدأت دول الخليج استغلال ما لديها من فائض في الميزانية في تمويل تفسيرات متشددة للإسلام عبر رجال انتشروا هنا وهناك؟

ويعود الكاتب بالتاريخ إلى عام 632 بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- ويشير إلى أن وفاته قسمت المجتمع الإسلامي حول من سيخلف النبي، ما أدى لظهور السنة والشيعة، وتسائل إذا ما كان حصل نفس الشيء مع داعش؟

وبين الكاتب أن التاريخ الإسلامي مليء بمثل هذه الجماعات التي تظهر وتزدهر فترة ثم تختفي ومثال ذلك ظهور الخوارج في القرن السابع الميلادي، هؤلاء زعموا معرفتهم بالإسلام أكثر من أي شخص آخر.

وفي القرن الثامن عشر قام مؤسس الدولة السعودية محمد بن سعود والذي كان أحد أتباع محمد بن عبد الوهاب بهدم كل قبور الأولياء والأضرحة وكثير من المواقع المقدسة بالنسبة للشيعة والسنة وهذا يشبه كثيرا ما تقوم به داعش اليوم.

في القرن التاسع عشر، أعلن محمد أحمد نفسه المهدي المنتظر والمخلص للإسلام في منطقة السودان كما فعل أبو بكر البغدادي منذ شهور عدة، حيث نصب نفسه خليفة على المسلمين، وغزا رجال المهدي منطقة الخرطوم وذبحوا رئيس الحامية البرطانية وقتها وقطعوا رأسه كما يفعل داعش أيضا.

ويبين الكاتب أن هؤلاء ليسوا في الإسلام فقط ويذكر بأن اليهود أيضا كان فيهم طائفة متعصبة حاربت الرومان، كما أن المستوطنون اليوم في الضفة الغربية يفعلون ما تفعل داعش أيضا، وكذلك المسيحيون فعلوا في عصر من العصور- بحسب الكاتب.

ويضيف الكاتب أن المؤمنين في كل الأديان يضعون بصمتهم على الدين.

ويشير إلى أن بعض الزعماء الروحيين يضعون تفسيرات معينة لتجعل الدين وسيلة لتحقيق مبتغاهم ويرى أن تفكير أسامة بن لادن كان سببه أفكار وهابية سعودية، وبرأيه فان الوهابية السعودية لا زالت مستمرة ولم تختف حتى الآن بسبب دعم الملكية لها على طول الوقت لأنهم يجندون الأموال والأشخاص للدفاع عن أنفسهم في البداية ثم الدفاع عن الأفكار الوهابية وبرأيهم فهي تفضي بالضرورة إلى الدفاع عن الإسلام.

ونوه الكاتب إلى أن أسوء مخرجات هذا الفكر المتشدد هو التكفير للمسلمين الآخرين الذين يفسرون الدين بشكل أقل تشددا مما يفعله البغدادي ومن قبله بن لادن، ويعاقب بعض هؤلاء بالاعدام بسبب "كفرهم"، موضحًا أن أول من أحيا فكرة التكفير من جديد هو أبو مصعب الزرقاوي بالعراق وكان يهدف إلى تعبئة السنة تجاه الشيعة الكفرة، وهذا ما يفسر المجازر التي يرتكبها داعش اليوم بحق الشيعة، لكن التنظيم أيضا ينحدر بطريقة مثيرة للاشمئزاز بسبب إعادة إحياء منهج التكفير.

وينهي الكاتب أن داعش والبغدادي استخدموا فكرتهم حول أحداث نهاية العالم ليفعلوا ما يفعلون اليوم، فهم يطلبون من المسلمين الهجرة إلى بلاد الإيمان أي مناطقهم، والمخيف هو اعتقادهم كمسلمين بالمعركة الأخيرة بين الخير والشر ما سيشكل خطرا جسيما على المسيحيين التي يقول الإسلام إنه سيتم ذبحهم في أحداث نهاية العالم وداعش يرى أنه ينفذ نهاية العالم بحذافيره.

ويرى الكاتب أنه من أجل القضاء على داعش يجب قتلها بشكل عقلاني من خلال قتل الفكرة القائمة عليها فالحرب ايديولوجية أكثر منها عملية تنفيذية ولهذا علينا أن نقرأ الأحداث اللاعقلانية التي سادت في العصور الوسطى لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان