إعلان

إسرائيل.. هل يمتلك الأكراد صديقًا غير الجبال؟

09:47 م الثلاثاء 10 ديسمبر 2019

الأكراد

كتب – محمد عطايا:

يعرف الأكراد أنفسهم، بأن لا صديق لهم سوى الجبال، رغم تحالفها القديم والوثيق مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ عقود، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة "هآرتس".

قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب قواته من سوريا، جعل أكراد سوريا، عرضة للإبادة من قبل تركيا، التي شنت بالفعل عملية عسكرية واسعة، لاحتلال الشمال السوري.

في رد فعل "نادر"، تحدث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أكتوبر الماضي، خلال مؤتمر مع ترامب، عن إرسال مساعدات إنسانية إلى "الشعب الكردي الشهم"، الذي يتعرض في الوقت الحالي إلى "تطهير عرقي" من جانب تركيا.

وبعد شهر على تصريحات نتنياهو، أخبرت نائبة وزير خارجية دولة الاحتلال، تسيبي هوتوفيلي، أن عرض نتيناهو بتقديم المساعدات الإنسانية للأكراد "تم قبوله".

وقالت "إننا نتعاطف مع محنة الأكراد العميقة، وسنقدم لهم المساعدة".

المسؤولة الكردية البارزة، إلهام أحمد، قالت في تصريحات لـ"هآرتس"، إنها لا تعرف أي معلومة حول تقديم دولة الاحتلال الإسرائيلي مساعدات لأكراد سوريا.

قالت الصحيفة العبرية، إنه برغم نفي المسؤولة الكردية، إلا أنه انتشرت أوائل نوفمبر الماضي، صورًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لحاويات ضخمة مليئة بالمساعدات الإنسانية، وعليها علم دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت جال لوسكي، مؤسس ورئيس منظمة الإغاثة الإسرائيلية، "لقد قدمنا لهم (الأكراد) بعض الدعم منذ حوالي شهرين، من معاطف للأطفال والرضع، وكذلك معونات طبية".

وأضاف، في تصريح لـ"هآرتس"، "ليست هذه هي المرة الأولى التي نقدم فيها المساعدة للأكراد، ويتم التخطيط لمزيد من المساعدات".

وأكدت جاليا ليندنشتراوس، زميلة أبحاث أقدم في معهد دراسات الأمن القومي، "في أعقاب العدوان التركي الأخير في شمال سوريا، رأيت مظاهر حقيقية للتضامن بين المستوطنين مع الأكراد".

جبهة أمام الأعداء

أوضحت الصحيفة العبرية، أن الدعم الإسرائيلي المادي المزعوم للأكراد ليس مفاجأة، نظرًا لأن دولة الاحتلال تسعى دومًا إلى كسب الأقليات في دول العراق وسوريا وإيران وتركيا إلى صفها، حتى تكون قوة موازنة لخصومها الإقليمين، وخاصة طهران.

وكانت مجلة "نيويوركر" الأمريكية، أكدت في يونيو 2004، أن عناصر من وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي والاستخبارات، وفرت التدريب لقوات "الكوماندوز" الكردية،

وقال ضابط مخابرات إسرائيلي سابق للمجلة الأمريكية: "لقد دعمت إسرائيل دائمًا الأكراد بطريقة مكيافيلية، فمن خلال ذلك التحالف تكتسب إسرائيل عيونًا وآذانًا في إيران والعراق وسوريا".

وكشفت الصحيفة العبرية، أن أي شكل من أشكال التدخل الإسرائيلي في سوريا، يتعلق بشكل مباشر باحتواء التهديد الإيراني.

وأضافت أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، حافظت بالفعل على علاقة سرية مع أكراد العراق منذ ستينيات القرن الماضي.

"وأكدت "هآرتس"، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي كانت تهدف من البداية بتحالفها مع الأكراد في سوريا والعراق، هو العثور على شركاء في المنطقة، يساعدونها أمام أعدائها المعروفين.

وأضافت أن العلاقات الاقتصادية أيضًا ذات أهمية كبيرة، لافتة إلى أنه في العام 2015، ورد أن دولة الاحتلال استوردت ما يصل إلى ثلاثة أرباع نفطها من المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في العراق، ما وفر مصدرًا حيويًا للتمويل بينما كانت قوات البيشمركة الكردية تقاتل تنظيم داعش.

فيديو قد يعجبك: