إعلان

بوريس جونسون.. هل فقد الساحر لمسته السحرية؟

08:09 م السبت 18 ديسمبر 2021

بوريس جونسون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - هدى الشيمي:

هل فقد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لمسته السحرية؟ سؤال طرحه الكثير من البريطانيين، أمس الجمعة، بعد خسارة حزب المحافظين الذي يقوده مقعدًا برلمانيًّا في الانتخابات، استحوذ عليه على مدار ٢٠٠ عامًا تقريبًا.

خسر حزب المحافظين مقعد دائرة نورث شروبشير بعد فوز مُرشحة الحزب الليبرالي الديمقراطي هيلين مورجن به وحصولها على ٤٧ ٪ من الأصوات، لتتقدم بذلك على منافسها الذي رشحه حزب جونسون لخلافة النائب المحافظ أوين باترسون بحوالي ٦ الآف صوت.

تحمل جونسون مسؤولية الهزيمة الساحقة، وأعرب عن تفهمه لشعور الناخبين بالإحباط، وقال -أمس الجمعة-: "أنا مسؤول عن كل ما تقوم به الحكومة وبالطبع أتحمل المسؤولية الشخصية عنه".

ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ يجري السياسيون والمشرعون جلسات خاصة يتناقشون فيها حول مصير جونسون وبقائه على رأس الحكومة مُشككين في قدرته على القيادة، بعدما أصابهم القلق إزاء قدرة رئيس الوزراء على حشد الناخبين لإقناعهم بالتصويت لصالح الحزب.

1

"تمرد كبير"

تأتي الهزيمة في نفس الأسبوع الذي تحداه فيه نواب حزبه بالتصويت ضد فرض الشهادة الصحية للسماح بحضور المناسبات الكبرى، والتي يعتبرونها وسيلة للحد من الحريات، ولكن تم تمريرها بدعم من حزب العمال.

تحدثت الصحف البريطانية عن التمرد الذي يشهده حزب المحافظين، ووصفت صحيفة الجارديان ما يواجهه جونسون بـ"التمرد المذل"، لاسيما وأنه حذر في وقت سابق من الارتفاع الكبير في الإصابات الناجمة عن تفشي متحور أوميكرون، ولكنه فشل في إقناع أعضاء حزبه بدعم خطط العمل بشهادات اللقاح أو تقديم اختبار سلبي قبل الدخول إلى الأماكن العامة ذات التجمعات الكبيرة.

2

"فضائح"

أجريت الانتخابات في شمال شروبشاير، وسط إنجلترا، بسبب محاولات رئيس الوزراء لإقناع أعضاء حزبه في البرلمان للتصويت على تعديل من شأنه إلغاء تعليق عمل زميلهم النائب المستقيل أوين باترسون لمدة ٣٠ يومًا.

أُدين باترسون في فضيحة فساد، ويزعم أنه تواصل شخصيًّا مع وزراء الحكومة نيابة عن شركات دفعت له مبالغ مادية قدر إجمالها بحوالي ١٣٦ ألف دولار.

وبعد أيام من الغضب وانتشار الانقسام السياسي استقال باترسون من منصبه.

وتقول شبكة سي إن إن الإخبارية، إنه في الفترة ما بين استقالة باترسون وإجراء الانتخابات الفرعية كان جونسون غارقًا في الفضائح التي حطمت أرقام استطلاعاته وأثارت أسئلة حول قدرته على القيادة.

3

"انتهاك القوانين"

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين واجه جونسون مزاعم أنه وزملائه أقاموا حفلات غير قانونية في داونينج ستريت (مقر إقامة رئيس الوزراء) بينما فُرضت على البلاد درجات متفاوتة من القيود المواجهة لكورونا.

غير أن جونسون يُصر على أنه لم ينتهك أي قواعد أو قوانين، وطلب من أحد كبار موظفي الخدمة المدنية التحقيق فيما يتردد بشأن إقامة الحفلات.

يأتي ذلك في وقت تواجه فيه المملكة المتحدة ما يدعوه جونسون "موجة مد" لتفشي المتحور أوميكرون مع تسجيل ١٤٧ ألف وفاة تقريبًا.

4

"تلاشي السحر"

لم يكن حزب المحافظين واقعًا أبدًا في غرام جونسون، حسب سي إن إن، غير أنه تولى الحكم لأن سلفه تيريزا ماي عجزت عن تنفيذ خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

قاوم المحافظون حملة جونسون، وكانوا ينظرون إليه باعتباره شخصية استعراضية مميزة، ولكنه فوضويًا وغير جدير بالثقة للقيادة، ولكن نجاحه في تنفيذ ما فشلت فيه ماي ساعده على تولي رئاسة الحكومة.

في بداية الأمر؛ بدا جونسون مُحصنًا، ولكن المحافظين قلقون الآن من أن رئيس الوزراء المتورط في عدد من فضائح الفساد لن يتمكن من قيادة البلاد، كما أنهم يخشون من أن يكون عام ٢٠٢٢ أصعب من ٢٠٢١، خاصة مع ارتفاع عدد الإصابات بمتحور أوميكرون، وصعوبة تجاهل العواقب الاقتصادية والاجتماعية والصحية لفيروس كورونا.

مع ذلك ترى (سي إن إن) أنه من الصعب الإطاحة بجونسون حاليًّا لعدة أسباب من بينها صعوبة العثور على شخص يحل محله، فرغم وجود عدد من الوزراء الطموحين والمشاهير الاخرين، إلا أن صعوبة الأوضاع الحالية وكثرة القضايا والمشاكل ستدفع أي شخص يسعى إلى تولي هذا المنصب بعيدًا.

قد يكون الأسبوعان الماضيان مؤشرًا على أن سحر جونسون بدأ يتلاشى، ما يعني – حسب سي إن إن- أن المحافظين عليهم العثور على طريقة لمساعدة رئيس الوزراء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان