إعلان

جزاء الإحسان.. أبوحسين آثر جاره على نفسه فانتفضت قريته بالبحيرة لرد الجميل

12:07 م الإثنين 29 أبريل 2024

عبدالحميد أبوحسين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

البحيرة - أحمد نصرة:

"هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ" تجسدت معاني هذه الآية الكريمة في قصة معبرة من الحياة وقعت أحداثها في قرية أمين باشا، التابعة لمركز كفر الدوار، بمحافظة البحيرة.

بطل القصة فلاح يدعى عبدالحميد أبوحسين اشترى قطعة أرض ومنزل من جاره بعدما علم بنيته الانتقال إلى بلدة أخرى، ودارت الأيام ومرت سنة كاملة، وحدثت أزمة للجار اضطرته لمغادرة مكانه الجديد، ولم يجد له مكانًا سوى قريته الأم، ولكن ماذا يفعل وقد باع أرضه وبيته.

يروي محمد عبد السلام - أحد أبناء القرية تفاصيل القصة: "‏عاد الرجل بمفرده والتقى بالحاج عبد الحميد أبوحسين الذى اشترى منه الأرض و المنزل، وشرح له أزمته ومصيبته وتشرد أسرته وعرض عليه الرجوع في البيعة بفارق سعر أعلى، فجاء رد الشاري اترك الأمر لله حتى أستشير أولادي".

ويؤكد عبد السلام : " لم يستشر أبو حسين أولاده في شئ بل طلب منهم أن ينظفوا البيت تنظيفا جيدا ويرتبوه كما استلموه ثم أمرهم أن يجهزوا طعاما ويخبزوا ويستعدوا لاستقبال ضيوف كثيرين ثم أرسل لصاحب الدار الاصلي ارجع غدا بأولادك لبيتك وستجد بيتك كما تركته وفيه الأكل والشرب وكل ما تحتاجونه وستجد ارضك مزروعة وحالها يسر خاطرك"

ويكمل عبد السلام: "‏عاد صاحب الأزمة لبيته فى حضور الجيران وجد بيته أفضل مما تركه حين باعه، ونظر إلى الأرض فوجدها مزروعة وعلى وشك الحصاد، وهنا‏ فاجأه أبو حسين قال له هذه أرضك، وهذه دارك بدون اي فارق سعر وسط دهشة الجميع من أهالي القرية خاصة أنه أرجأ استعادة ما دفعه فيها لحين استقرار أوضاع الجار العائد".

ويستطرد عبد السلام: "‏مرت سنوات و قرر أحد الجيران بيع مساحة مشابهة للتي كان قد اشتراها أبو حسين لكنها كانت أغلى سعرًا بما يفوق مقدرته لتميزها في الموقع، وهنا قرر البائع أنه لن يبيع هذه الأرض إلا لهذا الرجل النبيل الكريم وأخبره أنه سيمنحه فرصة من الوقت لاستكمال قيمتها".

ويختتم عبدالسلام تفاصيل القصة: "علم أهالي القرية بماحدث ‏فاجتمعوا على قلب رجل واحد وجمع كل فرد ما لديه من أموال فائضة وقدموه لأبو حسين ليتمكن من شراء الأرض، حتى النساء كانت الواحدة منهن تقسم عليه أن يأخذ حلقها أو خاتمها، ‏و مع شدة إلحاح أهالي القرية وافق على شراء الأرض، ‏وكان يأمر أولاده ألا يردوا أي أحد قدم لهم مساعدة رجل أو امرأة و أن يكتبوا على كل قيمة إسم صاحبها فى ظرف خاص، إلى أن استطاع سداد جميع ديونه".

منذ أيام فجعت قرية أمين باشا بوفاة الحاج عبد الحميد أبوحسين، رحل بطل الحكاية ولكن بقيت قصته ملحمة ستتناقلها أجيال القرية في ضرب المثل بالقيم النبيلة من الإيثار وحسن الجيرة ورد المعروف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان