"شهامة ومحاولة انتحار".. كيف أنقذ شابان سيدة من الموت بعد سقوطها من الرابع في الشرقية؟ (صور)

الشرقية - إسلام عبدالخالق:

"الشهامة".. وصف يجاور كل صاحب موقف طيب ورد فعل يلاصق أي حدث عابر يتجرد خلاله من كل شيء ليُظهر مروءته، وهو ما تجلى بحق فيما أقدم عليه شابين اثنين عندما فوجئا بسيدة في شرفة مسكنها تلوح بالقفز والموت منتحرة جراء خلافات مع زوجها بمدينة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية.

البداية كانت بارتفاع وتيرة النقاش بين زوجين في شرفة مسكن الزوجية بالطابق الرابع في إحدى بنايات الإسكان الاجتماعي الموجودة وسط الحي الرابع عشر في نطاق قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان في محافظة الشرقية، إلى الحد الذي جذب انتباه المارة أسفل البناية.

بين المنتبهين كان الشاب "ممدوح إسماعيل" سائق التروسيكل الذي تصادف مروره وقت احتدام النقاش بين الزوجين، فما كان من الرجل إلا أن أخذته الشهامة وراح يُنادي على المارة يستغيث بهما لمنع الكارثة حال تنفيذ الزوجة تهديدها لزوجها وإلقاء نفسها من شرفة الطابق الرابع.

تجمع بضع رجال بجوار "ممدوح" الذي أخذ يحث الجميع للبحث عن مرتبة أو شيء مماثل من شأنه تهوين اصطدام جسد السيدة وتفادي حدوث وفاتها حال قفزها، إلا ، الاستغاثة لم تجد صداها لأن السيدة قررت بعد ثوانٍ معدودات القفز ليتلقفها "ممدوح" وشاب آخر يُدعى "مجدي زكريا" كان بين الواقفين.

وكأن القدر قد بعث بالشابين ليكونا سبب النجاة للزوجة التي لم تُصاب بخدشٍ واحد في جسدها بعدما تلقفها الشابين، بيد أن من تلقفاها أصيبا إصابات بالغة.

كسور مضاعفة في الساق اليسرى وجروح في أنحاء متفرقة بالجسد أصابت "ممدوح" وإصابات بالغة حدثت لـ "مجدي" كانت مُحصلة شهامتهما ونجاح مساعي كلٍ منهما لإنقاذ السيدة.

على الفور، أبلغ الأهالي رجال الإسعاف الذين حضروا في ظرف دقائق إلى موقع الحادث، وجرى نقل المصابين إلى مستشفى العاشر من رمضان الجامعي لتلقي الإسعافات اللازمة، لكن هناك تبين خطورة حالتهما ليتم تحويلهما إلى مستشفى الزقازيق الجامعي، وهناك تم تقديم كافة الإسعافات الطبية والعلاجية التي أنقذت الاثنين، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم ليوثق ويُبرهن للجميع على أن الخلافات الزوجية يجب أن تُحل بالكلمات لا بالتلويح بأفعال يرفضها الشرع والدين حال إيذاء النفس.

تحذير من الانتحار

تعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.

كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102.

وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.